تراجع الذهب بشكل ملحوظ صباح اليوم ولكنه وجد مستوى دعم قوي عند 2775 دولارًا، مدعومًا ببعض المؤشرات الفنية التي ساعدت في ارتفاع السعر. ومن أبرز هذه المؤشرات هو مؤشر الاستوكاستيك، حيث يتحرك السعر أعلى مستوى 50 على الإطار الزمني لأربع ساعات، بالإضافة إلى الدعم الإيجابي الذي يقدمه مؤشر البولنجر باند، حيث يستقر السعر أعلى الخط الأوسط للمؤشر. ولكن تنتظر الأسواق مزيدًا من الزخم الإيجابي بإغلاق شمعة أربع ساعات فوق الخط العلوي للمؤشر.

ويحاول الذهب حاليًا تعزيز مكاسبه بعد أن حقق قمة تاريخية جديدة عند 2817 دولارًا خلال تداولات الأسبوع الماضي. وفي هذه الأثناء، يتداول الذهب فوق النقطة المحورية الأسبوعية عند 2782 دولارًا، حيث ينتظر مزيدًا من الزخم الإيجابي لكي يخترق الخط العلوي للقناة السعرية الصاعدة التي يتحرك داخلها. وتجدر الإشارة إلى أن الاستقرار فوق القناة السعرية قد يدفع الذهب لتحقيق قمم تاريخية جديدة نحو 2833  دولارًا وإذا تمكن من تجاوز هذا المستوي فقد يوسع مكاسبه نحو 2868 دولاراً.

وعلى الجانب السلبي، إذا تمكن الذهب من كسر الخط السفلي للقناة السعرية الصاعدة والاستقرار أدناها، فقد يبدأ في موجة تصحيحية هبوطية نحو مستوى الدعم الأول عند 2746 دولارًا، مع ملاحظة أن هذا المستوى يعتبر محوري، حيث إن استقرار السعر دونه سيحول مسار الاتجاه الصاعد إلى الهبوط نحو مستوى الدعم الرئيسي عند 2695 دولارًا. وإذا تمكن الذهب من كسر هذا المستوى، فقد يواصل الهبوط بشكل أكبر، مما يعزز الاتجاه الهابط على المدى المتوسط.

وعلى صعيد آخر، يترقب المستثمرون صدور بيانات اقتصادية هامة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، خاصة تلك المتعلقة بالقطاعين الخدمي والصناعي في عدد من الدول الكبرى، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا جاءت هذه البيانات بشكل يفوق التوقعات، فقد يؤثر ذلك سلبًا على أسعار الذهب، مما يدفع المستثمرين إلى اتخاذ قرارات بالتخلي عن المعدن الأصفر.

افتتح الذهب تداولات اليوم على تراجع ملحوظ في ظل ارتفاع مؤشر الدولار حيث صعد بنسبة 1% ، وذلك بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية يوم السبت، مما أثار مخاوف من بداية حرب تجارية بين الدول الكبرى. ونتج عن ذلك إلى زيادة الطلب على الدولار كملاذ آمن. قرر ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% على الصين. وفي رد فعل مباشر، تعهدت كندا والمكسيك باتخاذ تدابير انتقامية، بينما أعلنت الصين عن نيتها الطعن في هذه الرسوم أمام منظمة التجارة العالمية.

ويعتبر هذا الأسبوع هو الأهم ، حيث تنتظر الأسواق بشغف بيانات الوظائف غير الزراعية، وبيانات فرص العمل، وطلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة. وستكون الأنظار موجهة بشكل خاص إلى بيانات الوظائف غير الزراعية، حيث تشير التوقعات إلى أن وظائف القطاع غير الزراعي قد تشهد تراجعًا إلى 154 ألف وظيفة، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالقراءة السابقة التي سجلت 256 ألفًا. وإذا جاءت البيانات أفضل من المتوقع، فقد يشهد الدولار الأمريكي دعمًا قويًا، في حين قد يتعرض الذهب لضغوط سلبية. أما في حال أظهرت البيانات تباطؤًا في نمو الوظائف غير الزراعية، فقد يعزز ذلك جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يساهم في رفع أسعاره.